من الثابت تاريخيا تشيّع المختار وموالاته لأهل بيت نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن المعروف أنّ أقطاب التشيع والمحدثة في ذلك الحين لم ينهضوا بأعباء تغيير الواقع التاريخي الذي ساد بعد غياب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم...

أنس بن الحرث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي ، كان صحابيّا كبيرا ممّن رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسمع حديثه. وكان فيما سمع منه وحدّث به ما رواه جمّ غفير من العامّة...

أمّه أمّ أبي بكر ، يقال : إنّ اسمها رملة. روى أبو الفرج عن حميد بن مسلم قال : خرج إلينا غلام كأنّ وجهه شقّة قمر ، وفي يده السيف وعليه قميص وإزار ، وفي رجليه نعلان فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع إحدى

رأى الإمام الحسين بن عليّ عليهما السلام ثلاث منامات في المدينة ، وفي الطريق ، وفي كربلاء ، وقصّها على أهله وأولاده وأصحابه ، وفسّرها بما سيحلّ به من ظلم من الأعداء.

وانتصف النهار في ساحة القتال يوم عاشوراء وحان ميقات صلاة الظهر فوقف المؤمن المجاهد أبو ثمامة الصائدي فجعل يقلب وجهه في السماء كأنّه ينتظر أعزّ شيء عنده وهي أداء صلاة الظهر ، فلما رأى الشمس قد زالت التفت...

وصل ركب الإمام الحسين عليه السلام الی كربلاء فأصرّ عليه الحرّ بن يزيد الرياحي أن ينزل فيها ، ولم يجد الإمام بُدّاً من النزول فالتفت إلى أصحابه قائلاً :

أقبل الإمام عليه‌ السلام مع الصفوة الطيبة المؤمنة من أهل بيته وأصحابه نحو الله يناجونه بقلوبهم وعواطفهم ، وهم يسألونه العفو والغفران ولم يذق أحد منهم طعم الرقاد ، فقد كانوا ما بين راكع وساجد وقارىء للقرآن...

وذاب قلب أبي الفضل أسىً وحزناً ، وودّ أن المنيّة قد اختطفته ، ولا يشاهد تلك الكوارث والخطوب التي تذهل كل كائن حيّ ، وتميد بالصبر ، ولا يقوى على تحملها أي إنسان إلاّ أولي العزم من أنبياء الله الذين امتحن...

غادر الإمام الحسين عليه‌ السلام مكّة ، ولم يمكث فيها ، فقد علم أن الطاغية يزيد قد دسّ عصابة من الإرهابيين لاغتياله ، وان كان متعلّقاً بأستار الكعبة ، فخاف أن يراق دمه في البيت الحرام ، وفي الشهر الحرام...

لقد جاء على لسان جدّ الامام الحسين عليه السلام الحبيب المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنَّ لِقَتْل الحسين حرارةٌ في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً». إنّ هذا الحديث له شؤون وشجون ونفثات في الصدور لا تهدأ أبداً.